في ظل التطور الرقمي السريع الذي يشهده عالمنا اليوم، يتعين على المتاحف اعتماد حلول مبتكرة لتوثيق مجموعاتها وحفظها ومشاركتها مع الجمهور العالمي. وتُعدّ تقنيات التصوير والرقمنة والأرشفة عالية الجودة أساسية لضمان استدامة الأعمال الفنية والتحف التاريخية والتراث الثقافي. بخبرتي الطويلة في العمل مع متاحف ومؤسسات ثقافية مرموقة، أتخصص في تقديم خدمات شاملة للتصوير والتوثيق والتحويل الرقمي، مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المتاحف. بدءًا من تصوير الأعمال الفنية عالي الدقة وصولًا إلى الأرشفة الرقمية المتقدمة، تُساعد خدماتي المؤسسات على حماية مجموعاتها، مع تسهيل الوصول إليها لأغراض البحث والتعليم والمشاركة العامة. من خلال الدقة والخبرة التقنية والتقدير العميق للفن والتاريخ، يضمن عملي قدرة المتاحف على الحفاظ على إرثها، وتحسين تجارب الزوار، والتكيف مع مستقبل التراث الرقمي. سواءً أكان ذلك للحفظ أو العرض أو إتاحة الوصول عبر الإنترنت، أقدم حلولًا تدمج التكنولوجيا بسلاسة مع القيمة الخالدة للفن والثقافة.
بصفتي متخصصًا في تصوير الفنون الجميلة عالي الدقة، اختارني متحف اللوفر لتوثيق مجموعة مختارة بعناية من القطع الفنية والتاريخية النادرة. تطلب المشروع تنفيذًا فنيًا دقيقًا وأساليب تصويرية مخصصة لكل قطعة، مع الالتزام الصارم بالمعايير المتحفية الدولية. عملتُ عن كثب مع فريق من أمناء المتاحف، كلٌّ منهم خبير في مجاله، لتطوير استراتيجيات تصوير خاصة مصممة خصيصًا لطبيعة كل قطعة أثرية واحتياجات الحفاظ عليها. وقد استلهمتُ هذا النهج من خبرتي في العمل وفقًا لإرشادات التصوير الفوتوغرافي لمتحف الرايكس في هولاندا، والتي تُركز على الدقة والاتساق والتصوير المُركّز على الحفظ.
تنين مجنح يُدعى "تنين ستوكليت" - شمال الصين - 450-250 قبل الميلاد - 48.5 × 67 سم
كأس بمقبض راغون، صيني، سلالة يوان، ذهب 1368، 11.2 سم.
التُقطت باستخدام تقنية "تجميع التركيز البؤري" لضمان وضوح الصورة من الأعلى إلى الأسفل.
استُخدمت كاميرا هاسلبلاد متوسطة الحجم لتحقيق تفاصيل عالية للغاية، مما يسمح بدراسة رقمية متعمقة تُضاهي الملاحظة المادية.
كوسبول في روسيا السلافية القديمة، موسكو، نهاية القرن السادس عشر الميلادي. طبعة على ورق بمقاس 1/5.0 × 110.0 مم.
صُوّرت صفحات مختارة بشكل فردي، مع الحفاظ على زاوية فتح قصوى قدرها 30 درجة لحماية المخطوطة. وُثّق الغلاف، المصنوع من خيوط ذهبية وزخارف معدنية بارزة، باستخدام إضاءة متخصصة لالتقاط العمق والملمس دون المساس بالمادة الأصلية.
قطعة كروية من الصين، عهد أسرة تانغ (618-907 م) مصنوعة من الفضة، قطرها 1.3 سم.
قطعة ذات تفاصيل دقيقة تتطلب تصويرًا عالي الدقة لالتقاط النقوش والقوام المعقدة الضرورية للعرض والتحليل الأكاديمي.
تضمنت عملية التصوير توثيق مجموعات المكتبة الفريدة، والتي تشمل خرائط وأطالس نادرة، وأدوات الخط العربي، وصناديق تاريخية، ومجموعة كبيرة من أغلفة الكتب المهمة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب المجلات التراثية والثقافية العربية والأجنبية، بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق والمخطوطات الإسلامية والعربية التاريخية.
امتد المشروع 60 يومًا، صوّرتُ خلالها أكثر من ألف قطعة من أهم المجموعات الثقافية في المنطقة. ولضمان أعلى مستويات الدقة والجودة في التوثيق، استخدمتُ كاميرات هاسلبلاد وإضاءة برونكولر، بالإضافة إلى بطاقة معايرة ألوان ColorChecker لضمان دقة الألوان في كل صورة. كما استخدمتُ مجموعة من الحوامل المتخصصة لتثبيت المعدات بشكل آمن واحترافي، بالإضافة إلى حوامل مخصصة للكتب والمخطوطات بأحجام مختلفة.
بلاو جيه، أطلس ميجور. أمستردام، 1667. 1575-1612
جاء هذا المشروع بعد دراسة وبحث مستفيضين في أساليب التعامل مع الكتب والمخطوطات التاريخية، مما زاد من خبرتي في هذا المجال. وتعمّقت هذه المعرفة من خلال العمل على المجموعة النادرة والواسعة لمكتبة محمد بن راشد.
Gun of Shaikh Saqr Bin Mohammed al Qasimi
بالتعاون مع متحف الاتحاد، أحد أبرز المعالم الثقافية والوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تم تكليفي بمهمة توثيق المجموعة الكاملة للمتحف، والتي تحكي قصة تأسيس الأمة وتجسد هوية الإمارات وتاريخها السياسي.
على مدار عشرة أيام متتالية من العمل الميداني، قمتُ بتصوير مئات القطع الفريدة، بما في ذلك عملات ورقية ومعدنية نادرة، ووثائق رسمية للدولة، ومراسلات تاريخية، وممتلكات شخصية للآباء المؤسسين، مثل الساعات والخناجر والمسدسات والمجوهرات. كما تضمنت المجموعة ملابس تقليدية ومقتنيات ثقافية تعكس جوهر التراث الإماراتي.
كجزء من مشروع توثيقي رفيع المستوى بالتعاون مع متحف ساروق الحديد في دبي، تم تكليفي بتصوير مجموعة مختارة من بعض القطع الأثرية الأكثر قيمة في المنطقة - وهي قطع يعود تاريخها إلى آلاف السنين وتمثل الحضارات القديمة والروايات التاريخية النادرة.
تضمنت المجموعة فخارياتٍ مصنوعةً بإتقان، وعملاتٍ معدنيةً نادرة، وقطعًا أثريةً دقيقة التفاصيل، لكلٍّ منها قصتها الفريدة وأهميتها الثقافية. تطلبت عملية التوثيق إعدادًا فنيًا دقيقًا مُصممًا خصيصًا لطبيعة هذه المواد الهشة.
باستخدام نظام كاميرات هاسلبلاد عالي الدقة وإضاءة برونكولر السويسرية، أنشأتُ بيئةً مُتحكمًا بها تضمن إضاءةً متوازنةً ومنتشرةً تُظهر أدق التفاصيل مع الحفاظ على سلامة كل قطعة أثرية. استُخدمت خلفيةٌ ذات ألوان محايدة ومعايير معايرة ألوان دقيقة لتحقيق أقصى درجات الدقة والنقاء.
لم يكن هذا المشروع جهدًا تقنيًا فحسب، بل كان أيضًا رحلة بصرية وفكرية، تُجسّد الجوهر التاريخي لكل قطعة في صور فائقة الدقة والوضوح في الألوان. تدعم هذه النتائج العرض المتحفي، والبحث الأكاديمي، والأرشفة الرقمية طويلة الأمد، مما يُمكّن الأجيال القادمة من التفاعل مع هذه الكنوز من منظور الوضوح والاحترام والحفظ.
في إطار تعاون ثقافي مع هيئة الشارقة للمتاحف، كُلِّفتُ بتصوير مجموعة مختارة من القطع الأثرية التراثية المعروضة في متاحف متعددة ضمن شبكة الهيئة. يهدف المشروع إلى إبراز التنوع الثقافي والغنى التاريخي للشارقة والمنطقة المحيطة بها.
تم توثيق أكثر من 500 قطعة أثرية، بما في ذلك الملابس التقليدية، والمنسوجات المطرزة، والمجوهرات، والفخار، وغيرها من القطع ذات الأهمية الثقافية. ركزت منهجية التصوير الفوتوغرافي على إبراز براعة الصنع، والزخارف، والطابع الفريد لكل قطعة، من خلال صور مُركّبة بعناية ودقيقة من الناحية الجمالية.
نُفِّذ المشروع باستخدام نظام تصوير احترافي، شمل نظام كاميرا هاسلبلاد عالي الدقة وإضاءة برونكولر سويسرية لضمان توازن مثالي للضوء. وتمّ تطبيق بيئة محايدة الألوان وسير عمل مُعاير للحفاظ على أصالة ملمس ولون كل قطعة بأقصى درجات الدقة.
.svg)
