توثيق الرحلة النحتية لأنتونيو سينوريني
على مدى سنوات عديدة، تشرفتُ بالعمل عن كثب مع النحات الإيطالي الشهير أنطونيو سينوريني، حيثُ قمتُ بتصوير وتوثيق بعضٍ من أشهر مشاريعه. ومن بين هذه المشاريع، مشروع "الخيول الطائرة" الشهير، الذي يُعبّر عن الرقيّ والسمو من خلال الأشكال النحتية، وسلسلة "الحمض النووي" الفنية المعقدة، التي تدمج الرؤية الفنية بالإلهام العلمي. ومن بين هذه المشاريع، كان لمشروع "المحاربون" تأثيرٌ بالغٌ في التأثير، إذ يضمّ تماثيل برونزية خالدة مستوحاة من فنون الكهوف في عصور ما قبل التاريخ، تُجسّد الحراسات والحركة والقوة الروحية. وثّقتُ هذه الأعمال من جميع الزوايا وبتفاصيل دقيقة، بهدف الحفاظ على حضورها التاريخي والقصة العميقة التي تحملها.
تتميز سلسلة "المحاربون"، المستوحاة من رسومات الكهوف التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، بأشكال برونزية تُجسّد الوصاية والحركة الخالدتين. ولتصوير هذه المجموعة بالدقة التي تستحقها، استخدمتُ كاميرا هاسلبلاد متوسطة الحجم مع إضاءة برونكولر. سمح لي هذا الإعداد بالتقاط ملمس كل شكل وعمقه النحتي بوضوح استثنائي. أبرزت الإضاءة المُتحكم بها التفاصيل الدقيقة في السطح البرونزي مع الحفاظ على أبعاد الأشكال، مما ضمن أن تعكس الصور الحضور القوي للأعمال الفنية الأصلية.
البرونز - الزنجار الأسود على الرخام | أرمي علم الآثار Sperimentale
برونز - طبقة سوداء على رخام | مجموعة آثار تجريبية، ارتفاعها من ١.٥ إلى ١.٩ متر (حسب القاعدة) | وزنها من ١٠٠ إلى ١٥٠ كجم |
سبعة أعمال فردية | قطع فريدة | عدد محدود من ٣ مجموعات (٢١ قطعة إجمالاً)
تعكس منحوتات "الحمض النووي"، بتصاميمها المعقدة، تداخل الفن مع البنى الأساسية للحياة. لتصوير هذا العمل الضخم - الذي يبلغ ارتفاعه قرابة 4 أمتار - صممتُ بعناية إعدادًا خاصًا لإبراز حجمه وتعقيده. استخدمتُ كاميرا هاسلبلاد لالتقاط تفاصيله الهيكلية الدقيقة بدقة، واستخدمتُ إضاءة برونكولر لتحقيق إضاءة متوازنة وإبراز أبعاده. وللتحكم في الانعكاسات وعزل المنحوتة بصريًا، بنيتُ بيئةً باستخدام جدران بيضاء كبيرة تحيط بالقطعة، مما خلق خلفيةً نقيةً ومحايدةً عززت حضورها مع الحفاظ على التركيز على الشكل والحرفية.
الحمض النووي ليس مجرد مسألة علمية، بل يحمل في طياته شيئًا أعمق. ففي بنيته، يختزن الحمض النووي الثقافة. إنه يحمل مفتاح أصل الجمال، ذلك الذوق اللاواعي الذي يدفعنا بلا منطق. بالنسبة لي، لا يُعدّ نصب الحمض النووي لدولة الإمارات رمزًا للتقدم العلمي، بل رمزًا للجمال والثقافة اللذين كُشِفا في ساروق الحديد.
أنطونيو سيجنوريني
يلتقط معرض "الخيول الطائرة" أشكالًا خيالية رقيقة تبدو وكأنها تتحدى الجاذبية، مجسدةً رحلة عبر الزمان والمكان. حرصتُ في تصوير هذه السلسلة على إبراز الحركة السلسة والأناقة النحتية لكل قطعة. وثّقتُ الأعمال من جميع الزوايا، بما في ذلك لقطات مقربة ومفصلة، لأُجسد براعة صنعها وشكلها التعبيري على أكمل وجه. ومن خلال الإضاءة والتركيب الدقيقين، تُبرز الصور النهائية التفاعل الدقيق بين الكتلة والحركة، محافظةً على الحضور المادي والروح الشعرية للمنحوتات.
برونز - | ارتفاع يتراوح بين 1.25 و1.35 متر (حسب القاعدة) | وزن 30 كجم، أربعة أعمال فردية
تُظهر لوحة "الخيول الطائرة" توازنًا مُستحيلًا، مُخالفةً بذلك الجاذبية. تطير الخيول كضوء النجوم، قادمةً من بعيد. أصلها، وكذلك وجهتها، لغز. تُصوَّر وهي تُحلّق في الغلاف الجوي، عابرةً من عالم إلى آخر في رحلتها عبر المكان والزمان.
شمل دوري تصوير العملية الإبداعية بأكملها - من مراحل الإنتاج إلى المنحوتات النهائية - باستخدام تقنيات تصوير متطورة للحفاظ على تفاصيل السطح، والنسب، والقوة التعبيرية التي تُميز أعمال سينيوريني. كما غطيتُ افتتاحات معارض رئيسية، وقدمتُ صورًا مُصممة خصيصًا لأغراض النشر والتسويق والأرشفة.
كان هذا التعاون أكثر من مجرد توثيق؛ بل كان تجربة بصرية وثقافية غنية للغاية. جمع الرؤية الإبداعية للفنان مع الدقة التقنية لضمان الحفاظ على هذه الأعمال الاستثنائية وعرضها بالأثر الذي تستحقه.